يشرع إنغميسان دوت كوم في نشر سلسلة حوارات رمضانية حول القضايا الفكرية،السياسية والاجتماعية ومستقبل الأمازيغية في المغرب. يستضيف موقع إنغميسان دوت كوم ثلة من الاساتذة والباحثين والوجوه الأمازيغية المؤثثة للمشهد النضالي الامازيغي اليوم.
كما يفتح الموقع أذرعه لاستقبال تعقيبات المبحرين على صفحات إنغميسان دوت كوم.
كما يفتح الموقع أذرعه لاستقبال تعقيبات المبحرين على صفحات إنغميسان دوت كوم.
ذ.عدي ليهي
رئيس جمعية أفريكا لحقوق الإنسان :
المعهد الملكي وعلي الهمة تخريجات و محاولات لاغتيال المشروع المجتمعي الديمقراطي للحركة الأمازيغية
في هذا الحوار يفتح المناضل الحقوقي عدي ليهي النار على رموز الفساد و السائرين في ركاب المخزن، ولا يكاد يستثني أحدا، الحديث حول الامازيغية مع عدي ليهي ، حديث عن التدافع الاجتماعي وقوى الفكر والهيمنة السياسية. و كونه يناضل من داخل التنظيمات الحقوقية و الجمعوية ، فان القاريء يجد نفسه أمام أحد العارفين بالتواشجات العميقة لمختلف القضايا المتصلة بالامازيغية.
أجـرى الحـوار تيـرالـي أوبليح الحسـين
: تم تجديد مكتب جمعية افريكا مؤخرا، أية استراتيجية عمل قمتم بتسطيرها لمواجهة التحديات المقبلة ؟
تحية نضالية للأخ الحوسين أبليح لتحركاته النضالية لترقية حقوق الإنسان بالمغرب و على الخصوص الإعتراف الرسمي بالأمازيغية لغة ، حضارة و هوية كما أشكر الإخوة المشرفين على أحد أغنى المواقع الأمازيغية تيللي التي فكرت في إتاحة لنا كجمعية حقوقية مستقلة فرصة التواصل .
بالنسبة للسؤال الأول الذي طرح نفسه ما بعد المؤتمر الأول لجمعية أفريكا نهاية غشت 2008 ، الواقع أن جمعية أفريكا كانت ذات طبيعة ثقافية و تناضل ضد كل أشكال الميز العنصري و نظرا للتغيير الحاصل على التصور العام للجمعية و على قانونها الأساسي أصبحت حقوقية ولهذا فإستراتيجية عمل الجمعية تغيرت و في المؤتمر الأخير قرر المكتب المركزي في اجتماعه مباشرة بعد انتخابه تأجيل المصادقة على مجموعة من الأوراق ومن ضمنها ورقة حول أسلوب و استراتيجية العمل ، والمشروع يتركز على العموم على خطة متوسطة الأمد فيما يخص المستوى التكويني و الحقوقي و التنموي . وعموما فجمعية أفريكا اليوم مصممة عل فضح كل الإنتهاكات على مستوى حقوق الإنسان وكيفما كان مصدرها بدوع اعتبارات سياسية و لا إديلوجية و في نفس الوقت مستعدة لمؤازرة الضحايا بدون النبش عن انتماءلتهم كذلك . إلا أن الأهم في استراتيجية الجمعية الدفع باستقلالية الحركة الحقوقية عن الدولة من جهة وعن التيارات العروبية التي تهيمن عليها هذه مدة . وقد عبرت جمعية أفريكا عن هذه الإستقلالية في قانونها الأساسي و فسرت هذا المفهوم في نظامها الذاخلي. و الأهم أنها نصت بكل وضوح عن دفاعها عن الحقوق اللغوية و الثقافية الأمازيغية في أهدافها .
من داخل الحركة الامازيغية، تتميز منطقة الجنوب الشرقي بوجه مفارق للوجه النضالي الامازيغي في المغرب عامة. ما السر في ذلك؟
عموما وجود تباين نسبي عن مكونات حركة ما يعتبر طبيعي جدا نظرا لعدم انتظام مناضليها و مكوناتها في إطار واحد كيفما كانت طبيعته حقوقية أم ثقافية أم سياسية ، و من طبيعة الحركات أن كيفما كانت أن تكون فسيفساء . إلا أن الحركة الأمازيغية ليست كباقي الحركات فلها خصوصيتها ويزداد تتباين مكوناتها من الناحية المواقع الجغرافية و كذا من حيث التصورات أكثر من غيرها : حاليا هناك من يحسب نفسه مناضلا من أجل الأمازيغية و يرى في الدوائر المخزنية الحل و يهرول تجاه سراب فؤاد علي الهمة ، وفي نفس الوقت هناك من نزل للشارع إيمان منه أن الدولة المغربية عنصرية بامتياز و ما المعهد الملكي وعلي الهمة وغيرها سوى تخريجات و محاولات اغتيال المشروع المجتمعي الديموقراطي للحركة الأمازيغية.
بالنسبة للجنوب الشرقي و رغم النضال الذي خضناه و لا نزال نخوضه في إطار العمل الجمعوي فإن الحركة الثقافية الأمازيغية بالجنوب الشرقي حاليا تناضل في مختلف المواقع الجامعية : ( مكناس ، أكادير ، الرشيدية و مراكش ) و تقول كلمتها بوضوح و تشرف التاريخ وقد أدت الضريبة على الأمازيغية و لا تزال مستعدة لذلك . و أنا شخصيا أفتخر أني من الجنوب الشرقي لما يقوم به هؤلاء المناضلين الشباب وعلى رأسهم المعتقلين بالرشيدية و مكناس و سابقا بأكادير. و قد تضمن البيان الختامي لجمعية أفريكا لحقوق الإنسان نهاية غشت 2008 تضامنه مع تنسيقية أيت غيغوش ونحن على أتم الإستعداد من موقعنا للتنسيق مع كل من يرى في النضال وسيلة لتحقيق مطالب إمازيغن أما المتحايلين و الإنتهازيين فمصيرهم مزبلة التاريخ .
والذي يمكن أن أستنتجه هو أن ممثلي الجنوب الشرقي في الحركة الأمازيغية على المستوى الجمعوي الثقافي قاموا بعمل مهم لتصليب الذات الأمازيغية بالمغرب وكانو متمييزين في إعطاء الشرارة الأولى للنضال الأمازيغي بالمغرب . و حاليا مناضلي الحركة الثقافية الأمازيغية بالجنوب الشرقي وعلى رأسها تنسيقية أيت غيغوش يقومون بعمل يتناسب و الهجوم القومجي المخزني و الغير الحكومي و يسجلون امتيازا إجابيا في تاريخ المنظقة و الوطن .
أما السر فيكمن في عدة أسباب منها ما هو ذاتي و منها ما هو موضوعي . فالذاتي يتجلى في خصوصية إنسان المنطقة عامة ، كسيادة لتربية متزنة ، والصدق ، بالتحمل و الإستماتة . أما موضوعيا فالمنطقة تعاني من تهميش فاحش و على جميع المستويات . إلا أن هذا لا يستثني وجود مهرولين و انتهازيين في الجنوب الشرقي وهم معوفين و يعدون على رؤوس الأصابع .
: هناك حراك اجتماعي وازن في المناطق الامازيغية اليوم ، في رأيكم هل للتنظيمات الامازيغية دور في تنظيم تلكم الحركات الاحتجاجية؟
في بداية نضال الحركة الأمازيغية هناك موقفان : الأول هم من التزم فقط بالنضال من أجل ترسيم الأمازيغية و إعادة الإعتبار لها كثقافة و حضارة و الثاني و أنا شخصيا من رواده وهو الذي كان يصرح أن الأمازيغية ليست مستقلة عن الإنسان الأمازيغي وكنا ننشط في حركات موازية كالحركة الحقوقية و الإجتماعية كالنقابات وكنا نعاني كذلك ذاخل تلك التنظيمات لأنها كانت و بدون استثناء عروبية و لا تتحمل النقاش حول الأمازيغية . مع مرور الوقت و تطور الأحدات وجدت الحركة الامازيغية نفسها مجبرة للنضال و المساهمة في اكل المستويات لحراك الإجتماعي . و السؤال هل التنظيمات الأمازيغية تلعب دور في تلك الحركات الإحتجاجية ؟
أنا شخصيا وعبر مساري النضالي المتواضع من عضو مكتب جمعية تيللي و حضوري كمؤتمرلها في لاس بالماس بالجزر الكناري و عضو لجنة التسيير الجماعية للمجلس الوطني للتنسيق و كاتب عام تنسيقية مولود معمري و حاليا عضو المجلس الفيدرالي للمؤتمر العالمي الأمازيغي و عضو اللجنة التحضيرية للمؤتمر الخامس كنت دائما بموازاة لذلك متحملا لعدة مسؤوليات نقابية و حقوقية . و حاليا أتحمل مسؤولية التنسيق للجنة اليقظة لحماية المال العام بالرشيدية و متابع بعدة ملفات قضائيا من جراء الإنتقامات لإيقاف تحركاتي الإجتماعية هذه . في إقليم وارزازات تنسيقية أيت غيغوش تقود الصراع الإجتماعي و تتحمل المسؤولية في هذه الواجهة لتحقيق ملف مطلبي يتضمن مطالب مختلفة تمس كل مناحي عيش و حياة الإنسان الأمازيغي . مناضلو أيت بعمران يسجلون التاريخ ليس فقط دفاعا عن الأمازيغية بل متحملون المسؤولية في العراك الإجتماعي الذي تخوضه المنطقة إلى جانب التنظيمات المختلفة . كما هناك عدة جمعيات أمازيغية وعدد من مناضلي الحركة الامازيغية في تنسيقية غلاء الأسعار و في لجن حماية المال العام في مناطق عديدة .
إلا أن ما يمكن لنا استنتاجه هو أن التنظيمات الأمازيغية مطالبة اليوم أكثر من أي وقت بالإنخراط في النضال وعلى كل الواجهات و تحمل المسؤولية في اللجن و التنسيقيات التي تلتحم حقا مع المطالب اليومية للإنسان المغربي ، بل أكثر من ذلك فهي مطالبة بأخد المبادرات و العمل على إبداع أساليب نضالية تتلائم والقدرات الذاتية للمواطنين وفروع جمعية أفريكا لحقوق الإنسان مبدئيا على استعداد للتشبيك مع كل التنظيمات المغربية و الدولية من أجل النضال لتحقيق كل المطالب المشروعة و الدفاع عن حقوق الإنسان في شموليتها . و تحية نضالية لكل مناضلي الحركات التحررية في العالم و الخزي و العار للمهرولين .
شكرا الأخ أبليح و تحية للإخوان في موقع تيللي .
