ASSOCIATION AFRIKA POUR LE DEVELOPPEMENT ET LES DROITS HUMAINS جمعية أفريكا للتنمية وحقوق الانسان
   
 
  مظاهر العبودية بالمغرب

حوار مع الأستاذ عدي ليهي رئيس المكتب المركزي لجمعية أفريكا لحقوق الإنسان

الــــــتـــــاريــــــخ: 12/08/2009
موضـــوع الحـــــوار : مظاهر العبودية بالمغرب .
أجـــــرى الــحـــوار : الدكتور مصطفى عنترة من جريدة أحبار اليوم .

هل هناك بقايا لمظاهر العبودية بالمغرب؟
الاســـتــــاذ عـــــدي لــــيــــهـــــــــي :
مرت العبودية بكل أنحاء العالم، وبدون الدخول في تاريخها وحيثياتها ، هناك من المجتمعات من نجحت في التخلص من العبودية في حين لازالت مجتمعات أخرى لم تتحرر بعد من هذه الظاهرة. والمغرب من الدول التي تدعي أنها عصرية وحداثية و صادقت على معاهدات واتفاقيات دولية لحقوق الإنسان، إلا أن في واقع الأمر لازالت مظاهر العبودية، مع الأسف الشديد، حاضرة في عدة مستويات ثقافية وسياسية وإعلامية ودبلوماسية.
+ في نظركم أين تتجلى مظاهر العبودية؟
الاســـتــــاذ عـــــدي لــــيــــهـــــــــي :
إن الدارس للعقلية المغربية وثقافته الأصيلة يجد نفسه أمام مفارقة عجيبة، مما يتطلب منا فك طلاسمها. فالدراسات السوسيولوجية والانتربولوجية خاصة ما أتى في كتابات مولود معمري وتلميذه طاهر جعوط المغتال بالجزائر تضع ثقافة شمال إفريقيا ضمن الثقافات الإنسانية التي لا تحبذ الهيمنة وترفض الاستعمار والاستعباد وتقبل التواصل والتعايش. إلا أن الواقع ما فتء يشير إلى استمرار مظاهر العبودية التي نلاحظ تجلياتها حاضرة بيننا مما يفرض على الجميع البحث عن مصدر تواجد مظاعر العبودية بالمغرب . و أنا شخصيا ارجعه للصراعات التاريحية التي مر منها المنطقة إضافة إلى العلاقاتات الثثافقية بين الحضارات .
+ هل هناك أمثلة في هذا الباب لمظاهر العبودية بالمغرب ؟
الاســـتــــاذ عـــــدي لــــيــــهـــــــــي :
يمكنني أن أسوق لك بعض الأمثلة منها أن بعض أراضي الجموع أو البور أو العاصي لازالت توزع بطريقة لا ديمقراطية داخل مجموعة من القبائل، حيث تحرم بعض الفئات من الاستفادة منها. وعندما يتم البحث عن الأسباب نجد أن هذه الفئات وغالبا ذات بشرة سوداء ، و يصعب على القبيلة أن تتحرر من هذا السلوك الذي ورثته منذ عقود. فضلا عن كون بعض القبائل لازالت ترفض تزويج بناتها لذوي البشرة السوداء اعتمادا على عدة أعراف وتقاليد ولها علاقة بماضي القبائل فإن البعض الآخر برفض تزوبج منته لإنسان له بشرة على أساس عتصري ونعتبر الحاتين من بقايا مظاهر العبودية بالمغرب . وثالثا لازال صاحب البشرة السوداء يوصف بكونه مواطن من الدرجة الثانية أو الثالثة، حيث يعامل في بعض الأحيان بطريقة دونية بسبب وجود بعض العقليات التي تجر وراءها ثقافي متخلفة، هذا بالإضافة إلى أنهم يوظفون لتأثيث


بعض الفضاءات كوقوفهم أمام فنادق خمس نجوم واشتغالهم في القصور وفي فيلات بعض المسؤولين الكبار...
+ وكيف تتعامل الدولة رسميا مع هذا الموضوع؟
الاســـتــــاذ عـــــدي لــــيــــهـــــــــي :
الدولة تتعامل بدورها مع أصحاب البشرة السوداء بنوع من العنصرية، حيث لا يسمح بتعيينهم في الحكومة وفي مهمات دبلوماسية وفي الوظائف السامية رغم ما يتوفر عليه بعضهم من كفاءات عالية ومؤهلات جامعية. كما أن الإعلام السمعي البصري يكرس هذه الصورة بشكل سلبي، فليس لدينا مقدم لنشرات الأخبار أو منشط للبرامج في القنوات العمومية. هذا في وقت نجد العديد منهم يشتغلون كتقنيين وراء الكاميرا.
أما شعبيا ، فهناك سيادة ثقافة شعبية تكرس بدورها هذه العبودية من خلال بعض النكت والأساطير وغير ذلك التي تؤكد تفوق البيض على أصحاب البشرة السوداء. وحتى على المستوى العمراني، لازالت بعض المدن تحمل ما يرمز للعبودية كما هو الشأن بالنسبة لجدار مولاي إسماعيل بمدينة مكناس الذي بني كما هو معلوم على أكتاف"العبيد" و القيائل الراقضة السياسة الهيمنة المطلقة . وقد طالبنا سلطات المدينة بهدمه لكونه يرمز إلى حقبة تاريخية نعتبرها سوداء إلا ما يقع هو العكس ( يهدر المال العام في صيانته و إعادة بنائه )
+ هل لقيت مبادرة تأسيس هيئتكم ترحيبا من طرف السلطات العمومية؟
الاســـتــــاذ عـــــدي لــــيــــهـــــــــي :
لازلنا نعاني منذ تأسيس هذا الإطار المدني يوليوز 2005 ، حيث رفضت السلطات العمومية في البداية منحنا الشرعية القانونية على اعتبار أننا نهتم بقضية تعتبرها غير موجودة " العبودية و العنصرية " لكون المغرب في نظرها يتوفر على ترسانة قانونية ترفض وجود العبودية. والأكثر من ذلك أن السلطات طلبت منها في محطة ثانية إزالة مناهضة العنصرية والعبودية كشرط للتعامل معنا، وهو الأمر الذي رفضناه، بل الأكثر من ذلك نصدر تقارير حول كل ما يتعلق باستمرار مظاهر العبودية. ونعتمد في هذا الباب على متخصصين في القانون والتاريخ والسويولوجيا والإعلام لمساعدتنا على انجاز تقاريرنا ودعواتنا التي نطالب فيها الحكومة بالالتزام على ما سنته من تشريعات وما صادقت عليه من اتفاقيات في هذا الباب.
 
 
 
Ce site web a été créé gratuitement avec Ma-page.fr. Tu veux aussi ton propre site web ?
S'inscrire gratuitement